طه الفزارى المشرف العام
عدد المساهمات : 965 حسناتى الى الان : 13872 تاريخ الميلاد : 25/09/1980 تاريخ التسجيل : 10/07/2009 العمر : 44
| موضوع: برنامج عملي للاستفادة من مدرسة رمضان السبت أغسطس 06, 2011 6:57 pm | |
|
برنامج عملي للاستفادة من مدرسة رمضان
د.عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول وعلى آله وأصحابه ومن والاه. أما بعد : فهذا هو رمضان قد جاء ، بما فيه من فرض الخير ، فهل تستثمره أيها الإنسان ؟ ! هل تعد له العدة ، أو ستمهله !
إن من المهم - بالإضافة إلى تنويع الخير المطلوب منك ، أيها المؤمن ، في رمضان وفي سائر الأوقات - أن يكون لك برنامج في عمل الخير تأخذ به نفسك ، ولا سيما في رمضان الذي ينبغي أن تخصه بمزيد من العناية والبرنامج العملي للسعي نحو الخير. وينبغي أن يكون لك في برنامج رمضان العزم على إنجاز مشروع ما ، ليكون ذلك من أنواع الشكر العملي الذي تشكر به مولاك سبحانه على ما أولاك من النعم التي من أجلها أنه بلغك رمضان على العافية والإيمان !! والشكر العملي من أبلغ أنواع الشكر الواجب عليك { اعملوا آل داود شكراً وقليل من عبادي الشكور } . فإذا أنجزت في كل رمضان يبلغك الله إياه شيئاً من العمل الباقي فسوف يتراكم الخير في ميزان حسناتك بقدر ما تدرك رمضانات وبقدر ما تنجز من الإنجازات !! وهكذا قل بالنسبة لأوقات الفراغ الطويلة ولا سيما إجازات الصيف مثلاً بالنسبة للطلاب والأساتذة ونحوهم.
وإن الورقة تساعد الراغب الجاد في استثمار الشهر في الفضائل وفي المعالي. قال الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما يكتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } . إن الدخول في مدرسة رمضان ، باختيار ورغبة أملاً في الحصول على شهادة هذه المدرسة : { لعلكم تتقون } يترتب عليه تحديد هدفٍ ، أو أهداف يسعى الإنسان لتحقيقها ، ووضع برنامج يلتزم به الإنسان. وبقدر الدقة في تحديد الأهداف ، والدقة في وضع البرنامج تكون النتائج وبقدر الإخلاص ومنهجية الفقه السديدة يكون تحديد الأهداف ووضع البرنامج. وبقدر الالتزام بالبرنامج تكون النتائج.
ينبغي ، في وضع البرنامج ، أن نراعي خصائص الشهر والحكم من وراء العبادات فيه ، فنعنى بذلك بدرجة أكبر ، ونعطيه أولوية ، إضافة إلى العناية بالعبادات الأخرى والواجبات الأخرى.
وشهر رمضان هو : * شهر الصيام * شهر القرآن * شهر الجود والإحسان * شهر المجاهدة والعبادة. فينبغي أن تظهر آثار ذلك كله في حال المسلم في رمضان ، وفي برنامجه في رمضان.
ينقسم البرنامج إلى : - أعمال ثابتة مفروغ منها ، ويتعين المحافظة عليها - أعمال فضائل مدعوة إليها.
الواجبات الثابتة : الواجبات الثابتة هي : أ- الفرائض ب- الواجبات التي تلزم الشخص ، والواجبات التي التزم بها الشخص ؛ فإن مثل هذا لا يصح الإخلال به والتقصير فيه بحجة رمضان. ج- العمل الوظيفي ، سواء أكان رسمياً ، أو تابعاً لشركة ، أو مؤسسة أو فرد ؛ فإن مثل هذا لا يصح الإخلال به والتقصير فيه بحجة رمضان.
الأهداف : أهم أهداف الشهر ما يلي : * صيام الشهر صياماً يقبله الله تعالى * قراءة القرآن وتدبره قراءة يقبله الله تعالى. * قيام الشهر قياماً يقبله الله تعالى. " فعلى الإنسان أن يهيئ الأسباب للقيام بذلك على الوجه المطلوب " . * تزكية النفس بالقيام بتلك العبادات في رمضان." فعلى الإنسان أن يهيىء الأسباب للقيام بذلك على الوجه المطلوب " . * الصدقة والإحسان بحسب القدرة ، ولو قليلاً. " ستأتي قائمة بعددٍ منها على سبيل المثال " . " فعلى الإنسان أن يهيئ الأسباب للقيام بذلك على الوجه المطلوب ". * التحلي ببعض الصفات الأخلاقية. " ستأتي قائمة بعددٍ منها على سبيل المثال " . " فعلى الإنسان أن يهيئ الأسباب للقيام بذلك على الوجه المطلوب " . * القيامة بعمرة في رمضان. " فعلى الإنسان أن يهيئ الأسباب للقيام بذلك على الوجه المطلوب ". وينبغي التخلص من المفاهيم المخطئة التي تحول بين الإنسان وبين عمل البرنامج والالتزام به.
قائمة بأعمال الصدقة والإنفاق : الصدقة ، ومن برامجها ، مثلاً : * الصدقة على ذوي الأرحام والقربى المحتاجين * الصدقة على طالب علم. * الصدقة على المحتاج والمسكين. * الصدقة بنشر العلم والدعوة إلى الله تعالى. * الصدقة على دور الأيتام. * مساعدة أصحاب الدين العاجزين عن سداده.
الإنفاق ، ومن برامجه : الإنفاق على المشروعات العلمية والدعوية على المنهج الوسط الذي لا إفراط فيه ولا تفريط ، ومن مجالات هذا الإنفاق ما يلي : * الإنفاق على بناء مدرسة. * الإنفاق على مصروفات مدرسة. * الإنفاق على بناء مسجد. * الإنفاق على تحفيظ القرآن الكريم. * الإسهام في مشروعات اجتماعية نافعة.
قائمة ببعض أعمالي الخير الأخرى المتاحة : * إغاثة الملهوف. * خدمة الوالدين. * تفطير الصائمين. * السعي في كسب رضا الوالدين والفوز بدعائمها. * إرشاد الناس وتعليمهم.
قائمة بصفات أخلاقية ينبغي التحلي بها : أولاً : اكتساب جميع صفات المؤمنين ، إجمالاً. ثانياً : اكتساب الصفات التالية وتعويد النفس عليها : * الإخلاص (تعويد النفس على الإخلاص في العمل). * الصدق . * الأمانة . * الابتعاد عن الفواحش ما ظهر وما بطن. * ترك المعاملات المحرمة بمختلف أنواعها. * الوفاء بالوعد. * البعد عن ظلم الناس بأي صورة من الصور ، وسواء أكان بالقول أو بالفعل ، أو الظن. * التواضع. * الحلم والتؤدة. * خفض الصوت. * حسن الظن بالمسلم مع الحيطة والحذر. * حب الخير للناس. * خفض الجناح للمسلمين والتبسم في وجوههم.
قائمة ببعض الصفات الأخلاقية ينبغي التخلي عليها ، ومن ذلك سبيل المثال : أولاً : الابتعاد عن جميع صفات المنافقين والكافرين ، إجمالاً. ثانياً : الابتعاد عن الصفات التالية : * الكذب . * الغيبة والنميمة. * إخلاف الوعد. * الانحلال الأخلاقي. * الكلام في ما لا يعني. * الاستهزاء بالناس. * الاستكبار في الأرض بغير حق. * التبرج. * ظلم الناس ، سواء في القول أو الفعل ، وفي المشهد وفي الغيبة. * التدخين ، والجرام ، أو الشيشة ، والشمة ، وما شابه ذلك. * الاختلاط المحرم. * الأغاني والموسيقي. * حلق اللحية. * الغش والخديعة. * المعاملات الربوية. * قطيعة الرحم. * الخمول والكسل القعود عن العمل. * الرشوة. * التعاون على الإثم والعدوان والظلم. * مختلف أنواع الفواحش. * كثرة المكالمات الهاتفية من غير حاجة. * إطالة المكالمات الهاتفية من غير حاجة. * كثرة إرسال الرسائل الالكترونية بالجوال ونحوه من غير حاجة.
قواعد للتغيير إلى الأفضل والالتزام بالبرنامج : * ينبغي القناعة بأن فيك خيراً وإيجابيات ينبغي تنميتها. * ينبغي القناعة بأن فيك أخطاءً وسلبيات ينبغي التخلص منها. * القناعة بأن التغيير إلى الأفضل ممكن ، وأن له طريقاً أو طرقاً. * القناعة بأن رمضان فرصة لا تعوض ، فيجب استثمارها. * العزم على الاستمرار على ما تحصل عليه من إيجابيات وتقدم في هذا الشهر ، وليس المقصود به رمضان خاصة. * القناعة بالبرنامج والالتزام به شرط أساس للوصول إلى نتائج سارة بنهاية الشهر ، وقد أثبتت التجربة أن الواجبات التي لا تسجل على الورق تضيع ، كما أن من يرسم برنامجاً على الورق ثم لا يلتفت إليه كلما أراد عملاً فإنه لا يستفيد من برنامجه ! * ما يفوت من الواجبات يقضى ، سواء في رمضان أو في سواه ، ويسجل على أن دين يجب قضاؤه. * ما تكسبه من إيجابيات في نهار رمضان يجب المحافظة عليه ، فلا تهدمه في الليل ، والعكس بالعكس ذلك. * ينبغي أن يكون الإصلاح شاملاً ، فلا يركز على جانب دون سواه. * ينبغي أن يستمر الإنسان في محاسبة نفسه ، وتدارك ما فاته ، بصفة مستمرة ، حتى تصبح الإيجابيات صفة مستمرة ملازمة للشخص ، ويمكن استخدام الجداول التقويمية لذلك. * الاستعانة بالله ودعاؤه ، وعلو الهمة ، والصبر ، والجدية ، كلها أمر أساس للوصول إلى الثمار الحسنة من وراء هذا البرنامج.
مفاهيم ينبغي التنبه لها : * رمضان ليس هو ليلة القدر فقط ! وليس هو ليلة سبع وعشرين فقط ، وليس هو الشعر الأواخر منه فقط ! وإنما رمضان كله ، من أول ساعة فيه إلى آخر ساعة ، وينبغي لمن بلغه الله إياه أن يتذكر هذا المعنى ، وأن يجتهد في الشهر كله ، ولا يحصر جهده في جزء منه وينسى الباقي. نعم : إنا ليست هي فقط رمضان ، ولكنها من رمضان ، ولها زيادة فضل وخاصية ، فينبغي أن تخص بمزيد من العناية ، لا أن تخص بالعناية ، والفرق كبير بني الأمرين. * رمضان شهر القرآن ، فينبغي أن يخص القرآن فيه بمزيد من العناية - قراءة وتدبراً وحفظاً واستجابة وتطبيقاً - لكن : - ينبغي أن لا تنسى القرآن فلا تتذكره إلا في رمضان. - ولا ينبغي أن لا تشتغل في رمضان إلا بالقرآن ، بل نوع الخير ، واشتغل بكل ما يمكن جمعه من الخير.
وسائل مقترحة لاستثمار رمضان : وتنقسم إلى وسائل معنوية ، وأهمها : - إدراك قيمة رمضان ، وما فيه من أبواب الخير ، وأنه ضيف مرتحل سريعاً. - تذكر النهاية وعاقبة البداية ، دائماً ، منذ ابتداء الشهر. - استشعار قيمة الوقت وعاقبة كل من استثماره وإضاعته. - استشعار عاقبة كل من ثواب الله وعقابه.
ووسائل مادية ، وأهمها : - تحديد الإنسان لهدفه في رمضان ، ولا مانع أن تتعدد الأهداف ، على أن يراعي إمكان التقيد لها. - تحديد البرنامج الذي يتحقق به الهدف أو الأهداف. - الالتزام بالبرنامج المحقق للهدف ، وعدم إهماله بحال. - كتابة كل من الأهداف والبرنامج ، ووضعها أمام الإنسان دائماً ، لينظر إليها ما بين فينة وأخرى. - استخدام نماذج المحاسبة المساعدة. - المحاسبة اليومية على مدى التنفيذ للبرنامج. - الابتعاد عن الظلم والجور في تجديد الهدف أو الأهداف ، وفي تحديد البرنامج ، وبحيث لا يتجاهل الإنسان بعض واجباته الشرعية ، ولا سيما ما يلزمه منها في رمضان على وجه التأكيد ، كصلة الأرحام ، ومساعدة المحتاج ، والدعوة التوجيه والتربية ، وسواها من الواجبات التي ينبغي للصائم أن لا يغفل عنها بحجة الصيام أو قراءة القرآن. - فهل ، أيها القاريء الكريم ، تبادر الآن لتحديد أهدافك ، ومن ثم تحدد البرامج العملية لتحقيقها ! أرجو أن تكون عملياً فتتناول الورقة وتكتب ذلك الآن ، أو تملأ النموذج المرافق لهذه الورقة ، وتراعي ما في هذه الأسطر بهذا الخصوص.
وختاماً: نسأله سبحانه أن يحسن عاقبتانا في الأمور كلها ، وان يجعل رمضان والقرآن حجة لها ، لا حجة لعينا. والحمد لله رب العالمين. وصل اللهم وسلم على محمد وصحبه.
| |
|